فى الحقيقه لا أعرف من أين ابدأ ولا أعرف مانوع مشكلتى نفسيه ولا اسريه انا زوجه اعيش مع زوجى واولادى فى بلد عربى اخر لا اعرف كيف اتعامل مع جيرانى
أراهم احيانا يتعاملون برفق ثم اراهم فجأه يفعلون معى مواقف سيئه وانا لست جريئه لا اعرف اتصرف فى هذه المواقف كل ما افعله اكتم بداخلى واحزن فقط ثم اذا طرقت عليا احداهن الباب افتح لها واتكلم معها
فى بداية الحديث اكون زعلانه وبعد ذلك اصبح عاديه معهن لا اعرف كيف اتعامل مع جيرانى ولا حتى الناس عموما اتصرف كثيرا بتلقائيه ولكن الاخرين يفهموننى خطأ
أشعر اننى عندما لا ارد على احد فى مواقفهم السيئه انهم يزيدون منها لكنى والله لا اعرف اتحدث مع احد بجفاء واعرفه خطأه كما اشعر اننى انسانه غير مرغوب فيها وضعيفة الشخصيه
كيف اتعامل مع الناس واجعلهم يحبوننى ويتقربون منى وكيف اعرفهم انى زعلت منهم فى بعض المواقف دون ان اغضبهم.
وكيف اصلا تأتين الجرأه على ذلك فأنا اشعر ان ليس لدى الجرأه على مصارحة احد بما اغضبنى منه ارجوكم افيدونى وجزاكم الله كل خير
أختي السائلة،، واضح انك إنسانة طيبة وتبحثين عن الألفة والمودة، وفي الحقيقة أنت بحاجة لاكتساب أنماط السلوك الايجابية وفنون التعامل مع الآخرين.
فهذا من شأنه أن يكسبك القبول الذي تفتقدينه، وبالتالي تنالين اهتمام الآخرين ومن ثم محبتهم...واحترامهم كذلك.
واعلمي أن رضا الناس غاية لا تدرك وليس كل ما يتمناه المرء يدركه..
فلا تدعي للإحباط طريقًا إلى قلبك حينما تفشل إحدى علاقتك أو حينما يبدي الآخرون عدم رضاهم عنك...بل دعي تلك التجارب جسور للوصول إلى النجاح..وتلافي الأخطاء إذا وجدت..
عزيزتي الآن سأسرد لكي بعض المهارات التي من شأنها كسب قلوب الآخرين ونيل رضاهم:-
1-حسن الخلق و التأدب واللين مع الآخرين في القول أو الفعل ومراعاة مشاعرهم وحقوقهم.
2- التسامح والعفو فالعاقل من تجاوز عن هفوات الآخرين وتناسى أخطاءهم وغض طرفه عن زلتهم قال تعالى: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين).
3ـ التواضع فهو يحرك انطباعا قويا ومؤثرا في نفوس الآخرين فقد قال عيه الصلاة والسلام: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر).
4- السعي في حاجة أخيك , فالذي يقدم خدمات للناس ينال محبتهم وينال ثقتهم، وكسب الثقة يولد بذرة المودة والصحبة في القلوب.
5- ترك العصبية والاحتفاظ بالهدوء ورباطة الجأش عند الاستفزاز.
6ـ الوفاء بالوعد وصدق الحديث يجعل الآخرين يحبوك.
7ـ النظافة في البدن والفم والملبس والأناقة الغير مبالغ فيها , وطيب الرائحة، أمور مهمة لا تتجاهليها، فهي تجعل الأخر يرتاح في المتعامل معك ولا ينفر منك.
8- الابتسامة وهي ذات اثر عميــــق في النفس بإلاضافة إلى أنها تدخل السرور إلى قلوب الآخرين وتأسرهم،وكما ذكر المصطفى عليه الصلاة والسلام (تبسمك في وجه أخيك صدقه).
9- حادثي الناس بكل لطف و تأني، و فكري قبل أن تقولي أي شي قد تندمي عليه فيما بعد.
10- إذا أحببت أن تنصحي أو تعلقي على شخص، أخبريه على إنفراد حتى لا ينحرج و تحرجيه أمام الآخرين، لأنه سوف يكره أن يتعامل معك مرة أخرى.
11-إحرصي على زيارة الناس الذين تعرفينهم و تحري المناسبات، سواء الأهل و الأصدقاء لأن هذه الزيارات.
تزيد الرابطة بينك و بين الآخرين. وشاركيهم لحظات حياتهم في السراء و الضراء. إذا تعذرت عليك الظروف و لا تستطيعين الزيارة، فسالي عنهم بالهاتف أو بتبادل الرسائل معهم عن طريق الجوال أو الإنترنت.
12- لا تكوني لوامة و مجادلة و قاسية، أو أن تدعي بالشر على من أساء إليك.
13- عندما تقابلين شخصا أول مرة لا تبذلي مجهودا فوق المعتاد، فالمبالغة في الحماس احد أسباب الفشل.
فلا تحاولي أن تبتسمي رغما عنك ولا تحاولي أن تتذاكى أو أن تكوني مؤدبة أكثر من اللازم أو أن تتعاملي مع الطرف الآخر باحترام زائد يكون على حساب احترامك لنفسك، بمعنى أن تكوني طبيعية.
14- نحن لسنا ملائكة حتى لا نخطأ، فإذا أخطانا فلنبادر إلى التأسف بسرعة حتى تصفي حساباتك مع الآخرين.
15- غيري أفكارك السيئة إلى أفكار ايجابية، حتى ترتاحي من الداخل (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) و تتغير الحياة عليك و يتغير تعامل الناس لك.
16- لا تبوحي بمتاعبك الخاصة وحاولي التقليل من الشكوى والتذمر، حتى لا يسأم الآخرون منك.
17- تفاءلي وتحلي بروح الدعابة والمرح المحمود.
18- قوِّي علاقتك بالله،فكيف ترجو محبة الخلق, وتبذل الغالي والنفيس من أجلهم , ومنا من لا يطيع خالقه!
ويعصيه تعالى و قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: {من طلب رضا الناس بسخط الله، اسخط الله عليه الناس وسخط عليه.. ومن طلب رضا الله بسخط الناس أرضى الله عنه الناس ورضي عنه}.
19- لا تقولي للآخرين أحبوني و تنسى والديك، فهم أصل البركة، فبرضاهم يرضى الله عنا، ثم يرضى عنا الناس.
هذه مجموعة من العوامل أو المهارات، والتي تهدف إلى الأخذ بالأسباب، ونضع الأمر لله - تبارك وتعالى – لأن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنزل الله عليه قوله: {وألَّف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعًا ما ألفت بين قلوبهم ولكنَّ الله ألَّف بينهم}.
فنحن نجتهد على قدر استطاعتنا في اكتساب العوامل التي ذكرتها آنفًا والعمل بها وتطبيقها، وندع الباقي لله تعالى، فالمهم أن تبدئي بالمطلوب منك والواجب عليك، وأن تدعي النتائج إلى الله، وتأكدي أن الله تعالى رحيم وعطوف بعباده.
الكاتب: د. فاطمة الهويش
المصدر: موقع المستشار